تكتسي هذه الزيارة أهمية خاصة، إذ تُعتبر مناسبة لإطلاق دينامية جديدة في التعاون جنوب-جنوب بين المغرب والسلفادور، تُركّز على تبادل الخبرات في مجال التعليم الدامج ورعاية الطفولة المبكرة. وهو مجال لا يُقاس فيه التقدم بالأرقام فقط، بل بمدى إنصاف السياسات العمومية للطفل في هشاشته وقدرته على الحلم.
البلدان يتقاطعان اليوم عند نقطة جوهرية: الإيمان بأن التعليم الشامل حق لا امتياز، وأن رعاية الطفولة، لا سيما ذوي الإعاقة، لا ينبغي أن تبقى حكراً على الدول المتقدمة، بل مسؤولية كونية تتقاسمها الإنسانية جمعاء.
برنامج الزيارة يتضمن جولة ميدانية إلى عدد من المؤسسات المغربية الرائدة، من بينها مؤسسة للا أسماء للأطفال الصم، والمركز الوطني للتشخيص وإعادة التأهيل السمعي، ومركز محمد السادس للبحث والابتكار في المجال الاجتماعي والتربوي بالرباط.
في هذه المحطات، ستقف السيدة الأولى السلفادورية على تفاصيل التجربة المغربية في تشخيص الإعاقة السمعية المبكر، التأهيل التربوي، وإدماج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المنظومة التعليمية، ضمن بيئة دامجة تُراعي كرامتهم وحقهم في التعلم.
الزيارة لا تكتفي بالبعد البروتوكولي، بل تهدف عملياً إلى إرساء شراكة مؤسسية دائمة بين البلدين، تُثمر مبادرات ملموسة تُعزز العدالة التربوية والاجتماعية للأطفال، من خلال تبادل التجارب والخبرات، ودعم السياسات العمومية الرامية إلى دمج الفئات الهشة في المسار التنموي.
إنها زيارة عنوانها الأمل، ورسالتها أن الاستثمار في الطفولة، لا سيما تلك التي تواجه تحديات الإعاقة أو التهميش، هو حجر الزاوية في بناء مجتمعات عادلة، متوازنة، وإنسانية.