رصيف24
تتحول مدينة طرفاية المغربية إلى محور استراتيجي في عالم الاتصالات الرقمية، بفضل مشروع ضخم لمد كابل بحري من الألياف البصرية، يربط بشكل مباشر بين المغرب وجزر الكناري الإسبانية، بتكلفة إجمالية قدرها 13.5 مليون يورو، من بينها 7.5 مليون يورو تمويل أوروبي.
ويهدف المشروع إلى تعزيز الربط الرقمي في المحيط الأطلسي وترسيخ مكانة جزر الكناري كمركز اتصالات دولي بين أوروبا وإفريقيا.
كما يُرتقب أن يساهم في تسريع تدفق البيانات وتحسين جودة الخدمات الرقمية عبر القارتين.
الشبكة التي تشرف عليها الشركة المنفذة تعرف توسعًا متواصلًا، إذ تربط الكابلات الحالية بين جزر الكناري نفسها وأوروبا وإفريقيا، عبر خطوط تصل بين تينيريفي وغران كناريا ولا بالما، إلى جانب قادس الإسبانية.
ويشمل المشروع الجديد إضافة كابلات لربط الجزر الشرقية بالمغرب، ما سيمكن من إنشاء مسار رقمي آمن ومستقر لحركة البيانات، يعزز التكامل بين القارتين.
المبادرة تندرج ضمن استراتيجية أوروبية لتعزيز السيادة التكنولوجية وتقليل التبعية لمسارات البيانات عبر مناطق النزاع الجيوسياسي.
كما ستسمح بتوجيه حركة البيانات من جنوب المغرب نحو جزر الكناري ومنها إلى الأسواق العالمية، ما يجعل المنطقة أكثر جاذبية للاستثمارات الرقمية المستقبلية.
وبحسب المعطيات التقنية، فقد انطلقت الدراسات التحضيرية لتحديد نقطة الربط المثلى في طرفاية، على أن يبدأ تنفيذ المشروع في الربع الثاني من سنة 2026.
كما تعمل السلطات في تينيريفي على جذب شركاء مغاربة لتسويق الخدمات الرقمية المشتركة، في خطوة تعزز التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين المغرب وإسبانيا وعموم القارة الإفريقية.