الهجوم أسفر عن إصابة الطفلة بجروح بليغة على مستوى الوجه والأطراف، ما استلزم تدخلاً طبياً دقيقاً شمل نحو 30 غرزة لإيقاف النزيف ورتق الجروح. وقد تم نقلها على وجه السرعة إلى قسم المستعجلات لتلقي العلاجات الضرورية، قبل أن يتبين لاحقاً أن الكلب كان مسعوراً، الأمر الذي استدعى إخضاع الضحية للتلقيحات الوقائية العاجلة.
وتأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء من جديد على الانتشار المقلق للكلاب الضالة في مدينة فاس، خاصة في محيط المؤسسات التعليمية، حيث تشكل خطراً حقيقياً على الأطفال. وتشير معطيات محلية إلى أن المدينة شهدت في السنوات الأخيرة حوادث مماثلة، دفعت بعض الأسر المتضررة إلى رفع دعاوى قضائية ضد جماعة فاس.
في هذا السياق، حملت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع فاس، السلطات المحلية والمجالس المنتخبة مسؤولية تفاقم الظاهرة، معتبرة أن غياب خطة فعّالة ومستدامة لمعالجة ملف الكلاب الضالة يفاقم المخاطر الصحية والأمنية على المواطنين. كما أوضحت أن السلطات تواجه صعوبات قانونية ولوجستية في التدبير، أبرزها المنع القانوني لقتل الحيوانات الشاردة، إضافة إلى غياب ملاجئ كافية لإيوائها.
ويظل هذا الملف مفتوحاً على نقاش واسع بين دعوات السكان إلى حماية أطفالهم وحقهم في العيش بأمان، وبين إكراهات السلطات في إيجاد حلول تراعي الجانب الإنساني والبيئي في تدبير الحيوانات الضالة.