رصيف24-سياسة
تشير المعطيات السياسية الأخيرة إلى أن التحالف الحكومي الذي يجمع بين حزب التجمع الوطني للأحرار وحزب الاستقلال بدأ يعرف تصدعات داخلية، ظهرت بوضوح في أعقاب الاحتجاجات الشبابية لحركة “جيل Z”، التي وضعت حصيلة حكومة عزيز أخنوش تحت المجهر.
وقد برزت مؤشرات هذا التوتر خلال حلقة برنامج “نكونو واضحين” على القناة الثانية “دوزيم”، الذي بث مساء الأحد، واستضاف الصحفي جامع كلحسن كلاً من نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير التجهيز والماء، إلى جانب البرلمانية عن حزب الأصالة والمعاصرة نجوى كوكوس ومجموعة من الشباب.
وفي الوقت الذي حاول البرنامج مناقشة مطالب الشباب المحتجين حول التعليم والصحة ومحاربة الفساد، فاجأ نزار بركة المتتبعين حين أكد أنه حاضر في البرنامج بصفته أمينًا عامًا لحزب الاستقلال، وليس كوزير في حكومة أخنوش، وهو تصريح اعتبره متتبعون “هروبًا سياسيًا” من الدفاع عن الحصيلة الحكومية التي يشارك فيها حزبه.
هذا الموقف اعتُبر مؤشراً على بداية تمايز سياسي داخل التحالف الثلاثي، خصوصًا أن بركة تجنّب الحديث باسم الحكومة رغم كونه أحد أبرز وزرائها، في جلسة اعتبرت بمثابة محاكمة علنية للأداء الحكومي خلال الفترة الأخيرة.
ويرى مراقبون أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش يسعى في الظرف الراهن إلى تجنيب حزبه التجمع الوطني للأحرار تحمّل كامل مسؤولية الفشل في بعض الملفات الاجتماعية، خصوصًا مع تصاعد الاحتجاجات واتساع دائرة الغضب الشعبي.
ويُذكّر هؤلاء بأن حزب الأحرار يقود أهم القطاعات الوزارية في الحكومة الحالية، مثل الاقتصاد والصحة والتعليم والفلاحة والسياحة، وهي قطاعات حساسة تُشكّل جوهر السياسات العمومية في البلاد.
كما أن كثيرين يرون أن أخنوش يواجه اليوم ما كان ينتقده بنفسه خلال فترة حكومة سعد الدين العثماني، حين كان يوجه انتقادات لاذعة لأداء الأغلبية الحكومية السابقة، خصوصًا عبر برنامج “100 يوم 100 مدينة” الذي أطلقه حزبه قبل انتخابات 2021