رصيف24-سياسة
أثار توجه الدولة نحو دعم ترشيح الشباب بصيغة “لامنتمين” في الانتخابات المقبلة، ردود فعل قوية داخل الأوساط السياسية، خاصة لدى بعض زعماء الأحزاب الذين اعتبروا هذا التوجه تهديدًا مباشرًا لمواقعهم التقليدية داخل المشهد السياسي.
🔹 رفض داخلي داخل الأحزاب
وفق معطيات نشرتها صحيفة الصباح، فإن عدداً من القيادات الحزبية أبدت تخوفاً كبيراً بعد اطلاعها على مضامين مشروعي القانونين التنظيميين المتعلقين بالأحزاب ومجلس النواب، اللذين تمت المصادقة عليهما في المجلس الوزاري الأخير.
ويعود هذا القلق إلى أن الإجراءات الجديدة تفتح المجال أمام الشباب المستقلين للترشح دون الحاجة إلى تزكية حزبية، وهو ما قد يُضعف سيطرة القيادات التقليدية على الترشيحات ويحد من هيمنة “الوجوه المتكررة” في الاستحقاقات الانتخابية.
🔹 انزعاج من صعود “جيل زيد”
وتشير المصادر ذاتها إلى أن بعض الزعماء الحزبيين يخشون من اكتساح محتمل للشباب المستقلين، الذين قد يستفيدون من حالة السخط الشعبي تجاه أداء المؤسسات المنتخبة والأحزاب السياسية التقليدية.
ويعتبر هؤلاء القادة أن دعم الشباب اللامنتمين قد يعزز نفوذ ما يُعرف بـ”جيل زيد”، وهو الجيل الذي عبّر عن احتجاجه في الشارع وفي الفضاء الرقمي، مطالبًا بتجديد النخب وفتح المجال أمام كفاءات جديدة.
🔹 نحو مشهد سياسي جديد
ويرى محللون أن هذا التوجه قد يُمهّد لمرحلة جديدة في الحياة السياسية المغربية، يكون فيها للشباب المستقلين حضور فعّال داخل البرلمان والمجالس المنتخبة، وربما يفتح الباب أمام تشكيل حكومة تضم شخصيات تقنية ذات كفاءة وتجربة ميدانية، بعيدة عن منطق الولاءات الحزبية الضيقة.
ويؤكد المراقبون أن هذا التحول ينسجم مع الرؤية الملكية الداعية إلى تجديد النخب السياسية وتعزيز المشاركة الشبابية، بما يضمن حيوية الحياة الديمقراطية ويعيد الثقة في المؤسسات التمثيلية.

